شين هاريس

عضو مجلس الشيوخ السابق، و ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، وقطب لوبي لمؤتمرعراقي لجيش خاص، بقيادة ضباط صدام، للقضاء على الإرهابيين الذين يهددون وكلاء أميركا.

قد يبدو بيت تشارتويل ، وهو قصر تبلغ مساحته 10000 قدم مربع محاط بالخصبة، ويبعد حوالي 18 ميلا عن وسط لندن، كمكان غريب لبدء الحرب، إلا انه المكان الذي يقوم فيه مضر شوكت، وهو رجل أعمال عراقي ثري لديه تاريخ طويل مع الاستخبارات الأميركية، بتحديد موقفه مما يسمى بالدولة الإسلامية.

يقول شوكت، وهو رجل سني جمع ثروته في العمل في مجال الاتصالات ومن امتلاكه لشركة أمنية خاصة تدعى نسور بابل ، انه يدعم جيشا سنيا مستقلا ويجهزه للذهاب لمحاربة داعش وتحرير مساحات واسعة من العراق من المسلحين، ويقول ان رجاله مستعدين للقتال من دون مساعدة من الحكومة المركزية في بغداد.

أعطى شوكت عنوانه في لندن بشكل فاضح عندما قدم في مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي، عندما استأجر فرقة من واشنطن، تتكون من مجموعة من اللوبي لمساعدته على فتح جبهة ثانية في حملته،تدار الحملة من قبل عضو مجلس الشيوخ السابق عن ايداهو ستيف سيمس واثنين من مساعديه الكبار السابقين في الكونغرس، وتتلخص مهمتهم في ترتيب اجتماعات لشوكت مع المشرعين الأمريكيين وسماسرة السلطة الذين قد يباركوا رؤيته الكبرى، ويساعدوه على كسب التأييد في واشنطن.

“أعطني فرصة لشن المعركة السنية ضد داعش” ، صرح شوكت في مقابلة مع ديلي بيست، بينما كان يتنقل بين لبنان وأربيل، في الجزء الشمالي الذي يسيطر عليه الأكراد في العراق. يصر شوكت على أن داعش ولانها تتكون من السنة، فان المحاربين من الطائفة نفسها فقط هم الذين سيكونون على استعداد لوضع حد لهذا التنظيم. ليست هناك أية وسيلة يريد من خلالها ان تقوم الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران القيام بهذه المهمة، هذا الذي من شأنه ان يعطي طهران المزيد من التأثير على الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد.

حتى الآن تخوض الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران معركة برية ضد قوات داعش بدعم من الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة. وقال شوكت انه على المدى الطويل، اذا ترك تدمير الجماعة الإرهابية إلى الشيعة فان ذلك سيكون كارثيا. صرح الرئيس أوباما انه ملتزم بدحر داعش، ولكن خطته تتطلب مساعدة إيران للقيام بذلك. والآن، وبعد الاتفاق النووي الأخير مع إيران، يتساءل شوكت وبعض من أبناء السنة في المنفى عن التزام الإدارة الأمريكية بتقديم الدعم لهم.

قال شوكت “نريد تشكيل جيش يكون تحت قيادة الضباط العراقيين السابقين”، ، الذي يتحدث  بسلاسة وانكليزية شبه مثالية،خدم هؤلاء الرجال، بطبيعة الحال، تحت إمرة الدكتاتور (السني) السابق للعراق صدام حسين، يمثل هذا العنصر الأول المثير للجدل من خطة الحرب الخاصة بشوكت،ألقي بهؤلاء الضباط خارجا عندما سرحت قوة احتلال الولايات المتحدة الجيش العراقي في عام 2003، ولكنه يرغب في إلباسهم الزي العسكري من جديد،وسيقودون قوة قوامها نحو 10،000 رجل الذين يقول شوكت عنهم انهم على استعداد للسير مرة خرى حالما يصبحوا مسلحين.

كان شوكت في واشنطن الأسبوع الماضي، وقال انه اجتمع مع أكثر من عشرة من أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس من كلا الحزبين، بما في ذلك رؤساء كل من مجلسي الشيوخ ونواب لجان الخدمات المسلحة، جون ماكين وإد رويس، وقال انه واثق من أن إحدى اللجنتين أو كلتاهما سوف تعقدان جلسة استماع هذا العام يدور موضوعها حول الجهود السنية لتخليص العراق من داعش.رفض المتحدثان الرسميان باسم كلا المشرعين الاستجابة لطلبات الحصول على تعليق.

قال شوكت أن هؤلاء 10،000 رجل يتكونون من “مجندين” من داخل مدينة الموصل وحولها، حيث شن داعش هجومه في حزيران الماضي، فضلا عن أعضاء ما يسمى بالصحوة السنية التي قاتلت المتشددين الاسلاميين خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ،والتي أطاحت بصدام حسين. يرجع فضل لجهود ضباط الجيش الامريكي ومسؤولي المخابرات الحاليين والسابقين في المساعدة في تحويل دفة الحرب في عام 2007 وعام 2008، والآن، تشجع إدارة أوباما المزيد من السنة للمشاركة في القتال، لا سيما من خلال الجهود التي تبذلها الحكومة المركزية العراقية لتدريب المقاتلين بالتنسيق مع زعماء القبائل السنية في محافظة الانبار، والتي تم السيطرة عليها من قبل التنظيم.

ولكن شوكت يريد جيش منفصل، منشق عن بغداد، وهذا يجعل خطته أكثر راديكالية من غيرها، والذي من شأنه ان يكون لواءً للسنة الذين قالوا أنهم على استعداد لمحاولة العمل مع رئيس الوزراء العراقي الشيعي حيدر العبادي.

“أنا لن اعمل تحت إمرته، لأنني سوف افقد قاعدتي” وقال شوكت، الذي يدعي أنه يأتي من حركة قوامها مليون شخص تسمى بجبهة الخلاص الوطني، التي أنشئت في عام 2014، ويصر شوكت على أنه لا يريد رؤية العراق مقسما إلى دول مستقلة على أسس طائفية، لكنه يدافع أيضا عن “حكومة إقليم سنية ” جديدة تتمتع بالحكم الذاتي، والتي قال انها ستكون مؤقتة، وقال ايضا انه بمجرد هزيمة داعش، فان الحدود النهائية لثلاث محافظات، واحدة كردية، وواحدة سنية، والاخرى شيعية،سيمكن رسمها.

يتطلع شوكت الى أصدقائه في واشنطن بحذر في هذه الأيام، “انه قلق للغاية من أن الولايات المتحدة ترى الإيرانيين كحليف سيساعدهم على التخلص من داعش”، قال المتحدث باسم شوكت، ويتلي برونر، للديلي بيست من شأنه أن يكون خطأ كبيرا. “هذه معركة سنية سنية”.

وقال برونر، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية،ومساعد عمليات منذ مدة طويلة في الشرق الأوسط، أن الملتزمين من الضباط 1،700 و 10،000 جندي حقيقي لقتال داعش ، وأن شوكت يبحث عن الدعم بين “القوى الإقليمية”، الذين امتنع عن تسميتهم، وقال شوكت نفسه أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هما البلدان اللذان قد يكونا مفيدين في الحصول على أسلحة للميليشية الجديدة، وأشار إلى أن موافقة الولايات المتحدة على مثل هكذا معاملة من شأنه أن يساعد على تسريع العملية.

ان شوكت ليس شخصية غير معروفة في واشنطن، إذ كان قياديا بارزا في حزب المؤتمر الوطني العراقي، وهي مجموعة معارضة لصدام حسين، وتمتع بدعم الحزبين في الكونغرس الأميركي، وتلقى التمويل من وكالة الاستخبارات المركزية، ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع. أصر شوكت على انه لم يكن أبدا “نائب” لزعيم المؤتمر الوطني العراقي سيء السمعة، أحمد الجلبي، كما هو معروف على نطاق واسع. كان شوكت يدير مجموعة تعارض صدام حسين من تلقاء نفسه في 2002، وقال انه أحضر جنبا إلى جنب مع الجلبي “في ظل الإقناع الثقيل من وزارة الخارجية والبنتاغون.” انفصل الشخصان في عام 2004، ولكنهما بقيا على علاقة جيدة كما يقول شوكت . ” يبقى الدكتور الجلبي صديقاً شخصياً لي، لكننا نختلف في القضايا السياسية والمنهجيات. “

يصف ديفيد ماك، النائب السابق لمساعد وزيرة الخارجية و الشخص الذي كان مسؤولا عن علاقات الحكومة الأميركية مع قوى المعارضة العراقية، شوكت بأنه رجل سياسي “مرن”،وهذا يعكس فطنته ومهاراته السياسية.وقال ماك للديلي بيست انه التقى شوكت في ربيع عام 1999، عندما كان شوكت يعيش في المنفى في فانكوفر، وقال انه حضر مؤتمراً كبيراً للجماعات المعارضة العراقية في نيويورك، ووقف كشخصية “له معرفة جيدة بالدور الذي يمكن ان يلعبه القطاع الخاص العراقي” في الجهود الرامية إلى تحضير البلد ما بعد صدام حسين، وأضاف “انه شخصية ملتزمة،وهذه صفة تخلق سياسيين جيدين”.

قد يكون هذا هو السبب الذي جعل الجلبي يتقرب منه، واضاف ماك “انه أدرك أن احد الأشياء التي كان الحزب الوطني العراقي بحاجة لها هو شخصية سنية عراقية بارزة، واستقر الامر في نهاية المطاف على مضر للعب هذا الدور”.

ان برونر، المتحدث الحالي باسم شوكت، هو الرجل الذي جند الجلبي لأول مرة للعمل من أجل وكالة الاستخبارات المركزية في عام 1991، وأدى ذلك إلى تشكيل المؤتمر الوطني العراقي، والذي قدم في وقت لاحق معلومات عن أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها صدام حسين للاستخبارات الأميركية، والتي فقدت مصداقيتها فيما بعد. “لم يكن للحرب ان تحدث لولا الجلبي”، كتب الصحافي آرامر وستن في كتابه عن العراق، الرجل الذي دفع أميركا إلى الحرب.

ان اتصالات شوكت بالجلبي قد تكون احد أقل التحديات التي ستواجهه في إقناع واشنطن بأنه هو الرجل المناسب لمكافحة داعش، وذلك لأن هناك العديد من العراقيين السنة الذين يقومون بهذا الادعاء، ومن بينهم ثلاثة على الأقل من أفراد وجماعات من الذين استأجروا لوبيات من تلقاء أنفسهم في العام الماضي وفقا لسجلات الكشف. (هناك أيضا محاولة جارية لتمويل المقاتلين الأكراد في العراق، من خلال المانح الجمهوري فوستر فريس).

التقى الشيخ عبد الرزاق حاتم السليمان، احد اللاعبين السنة و زعيم قبلي بارز، مع أعضاء من الكونغرس خلال زيارة استغرقت اسبوعا في شهر ايار، واجتمع ايضا مع رويس، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب، الذي التقى شوكت ايضا. في مقر وزارة الخارجية، تحدث السليمان مع بريت ماكجريك، المبعوث الخاص للرئيس أوباما إلى التحالف الدولي المحارب لداعش.

قال جوناثان غرينهيل، ممثل الشيخ في واشنطن، للديلي بيست، إن الشيخ قد فرّ من العراق بعد تدمير داعش لمنزله في محافظة الانبار، ويعيش الآن في الأردن، ويقود قبيلة تتكون من 300،000 رجل على استعداد لقتال المتشددين.”ان الشيخ جاهز لتحريك رجال قبيلته الآن” قال غرينهيل، وهو ضابط عمليات كبرى سابق في وكالة المخابرات المركزية.

بعد زيارته لواشنطن، حصل السليمان على الأذن من مجلس محافظة الأنبار في العراق لدعم خطته لسحب الأكراد والشيعة غير المدعومين من إيران وتدريبهم على قتال داعش، جنبا إلى جنب مع المقاتلين السنة العراقيين. على عكس شوكت، فان المجلس على استعداد للعمل مع الحكومة المركزية في بغداد لتدريب المقاتلين، كما وتحظى خطة تدريب المجلس أيضا بدعم من إدارة أوباما.

ما يتشكل في واشنطن الآن قد يكون قتالاً لمعرفة أية جهة سنية تمتلك خطة أفضل في جعبتها، أو على الأقل بامكانها أن تقوض الخطط الأخرى. يوجد بين المجموعات الأخرى تحالف آخر من زعماء العشائر السنية، فضلا عن شخصيات بارزة من محافظة نينوى في العراق، إذا كان هناك أي شيء يوحدهم، فانها الدرجات المتفاوتة من عدم الثقة ببغداد وحلفائها الإيرانيين.

“على مدى السنوات ال 12 الماضية، قُتل عدد اكبر من السنة على أيدي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، اكثر من تنظيم القاعدة وداعش مجتمعين، في الوقت الذي تغض الحكومة المركزية العراقية البصر فيه”قال مارك الصالح للديلي بيست ، وهو سني لوبي بارز في واشنطن و رئيس برنامج الأمن والاستقرار العراقي الذي يتألف من مواطنين وشيوخ العشائر.

تريد المجموعات المختلفة تعزيز قوتهم في الوقت الذي تدعم فيه إدارة أوباما العبادي، وتميل الى الحكومة المركزية لحل مشاكل العراق وهزيمة داعش، متجاهلة بذلك جهود اللوبيات السنية في الآونة الأخيرة، وقال خبراء ان كل أعمال هؤلاء الأشخاص قد يكشف المزيد عن نقاط الضعف والقوة المختلفة لخططهم.

“تواجه مواكب زعماء السنة القادمة إلى واشنطن – والتي تبدو وكأنها لا نهاية لها، والتي تسعى لامتلاك أسلحة وغيرها من أشكال الدعم لتجهيز جماعات من المحاربين – نقطتين حرجتين، مما يعزز المشاكل في العراق اليوم،” صرح كينيث بولاك للديلي بيست، وهومحلل سابق بوكالة المخابرات المركزية، ومن الشخصيات التي عملت على ملف إيران والقضايا العسكرية العراقية، وهو الان زميل بارز في مركز دراسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز.

“أولا: ان القيادة السنية مجزّأة وتفتقر إلى قيادة موحدة بإمكانها أن تنظم مكافحة داعش أو إجراء مفاوضات ذات مغزى مع العبادي” قال بولاك “ثانيا :هو البطء المستمر للحكومة العراقية (وحلفائها الولايات المتحدة) في تسليح المقاتلين السنة وتدريبهم المستعدين للمحاربة لوحدهم”.

قال بولاك ان هناك نوعاً من الجمود ترتب على ذلك مع الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد، الذين يتجادلون بالقول أن على الحكومة أن تأخذ الأمور ببطء، لأن السنة الذين يريدون الأسلحة يجرون تحت قيادة “القادة المستقلين غير معروفي الولاء”، في حين ان أهل السنة المطالبين بالأسلحة “للالتفاف حول الحكومة يعتقدون أنهم إما غير راغبين أو غير قادرين على قيادة الكفاح ضد داعش في معاقل السنة.”

في تلك الأيام عندما كانت القوات الامريكية تقاتل وتموت في العراق ضد اسلاف داعش، ربما كان المسؤولون الامريكيون أكثر استعدادا للمراهنة على بعض هؤلاء القادة.

“هناك الكثير من زعماء القبائل ورؤساء البلديات الذين يمتلكون النفوذ،ولو كنا في عهد بوش، لأخذ جميع هؤلاء القادة على محمل الجد”،قال جوناثان سكانزير للديلي بيست، وهو محلل الإرهاب السابق في وزارة الخزانة،و نائب رئيس الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الان.”في الوقت الراهن، إن شعوري الآن هو أن إدارة أوباما في البيت الأبيض تنظر لهم كأناس قد يجروا أميركا مرة أخرى إلى الصراع، أو يضيعوا المزيد من أموالنا على قضية ميئوس منها”، قال جونثان، “أنا متعاطف معهم، ولكني أعتقد أنهم بحاجة لتنظيم انفسهم داخليا بطريقة أفضل قبل أن يقتربوا من الكونغرس والبيت الأبيض “.

في غضون ذلك، قال شوكت انه يخطط للعودة إلى واشنطن في الخريف، ويأمل كشاهد هذه المرة في واحدة وربما اثنتين من جلسات الاستماع في الكونغرس، قد تكون لديه فرصة أفضل هناك لعرض خطة حربه على الساحة.


شين هاريس|مراسل الاستخبارات والأمن الوطني للديلي بيست، زميل في مؤسسة أمريكا الجديدة

رابط المصدر :

http://www.thedailybeast.com/articles/2015/07/21/d-c-s-new-push-use-saddam-s-men-to-fight-obama-s-isis-war.html