مايكل كيلي  – صحيفة بزنس انسايد الامريكية

سياسة الحدود المتراخية التي عرفت بها تركيا خلال الحرب السورية بدأت باللحاق بأنقرة وحلفائها الذين يحاولون مواجهة داعش، ياروسلاف تروفيموف من صحيفة وول ستريت جورنال.

وقال سونر كاجابتاي مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى “كانت سياسة تركيا اعتبارا من عام 2011 وحتى منتصف عام 2014, أن أي شخص وكل من يريد قتال الرئيس السوري بشار الأسد هو موضع ترحيب ان اراد الذهاب الى سوريا للقتال” واضاف “هذه السياسة قد انتهت الآن – ومن الصعب جدا أن نعود إلى حدود مسامية لأنك سمحت بالفعل لجميع شبكات التهريب هذه ان تنشأ”.

خلال الحرب الأهلية السورية، صارت الحدود الجنوبية لتركيا نقطة عبور للنفط الرخيص، والأسلحة والمقاتلين الاجانب، ونهب الآثار. ومع استمرار النزاع، استفاد المقاتلون من هذه الحدود الفضفاضة أكثر فسيطرت داعش حاليا على نحو 40٪ من الحدود البالغة (565) ميل مع سوريا.

تركيا اتخذت إجراءات صارمة في العام الماضي، والآن تقوم بانتظام بترحيل أو منع اي شخص يشتبه في رغبته بالانضمام الى المسلحين في سوريا والعراق. لكن مسؤولين غربيين قالوا للصحيفة أن “الجهود المتشددة لاغلاق الحدود من شأنها أن تعرض تركيا إلى الانتقام” من داعش, وقال دبلوماسي غربي للصحيفة “تركيا خلقت وحشا ولا تعرف كيف تتعامل معه, تركيا محاصرة الآن”.

في تقرير تشرين الاول “سياسة تركيا في سوريا وبروز الدولة الإسلامية” هناك تفاصيل عن قيام تركيا على ما يبدو في السماح للمتطرفين – بما في ذلك المسلحين من داعش – وتوفير العوامل المساعدة لهم بالازدهار على الحدود كجزء من محاولات أنقرة للاطاحة بنظام الأسد.

جوناثان سكانزير نائب رئيس الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الذي شارك في إعداد التقرير، وصف مأزق تركيا في تشرين الثاني “لقد خلقت عن غير قصد الآلية التي يمكن أن تسفر عن رد فعل سلبي بالنسبة لهم والتي قد تكون مؤلمة للغاية”, وقال سكانزير وهو محلل سابق في مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية “لديك الكثير من الناس الآن في تركيا الذين استثمروا في تجارة التطرف. إذا بدأت في الاعتراض على ذلك، فإن اسئلة هامة ستثار عما إذا كان “المتشددون، المحسنون، والمستفيدون الاخرون من الحرب سيتسامحون مع حملة فرض النظام”.

 ويذكر تقرير “سياسة تركيا في سوريا” رسالة بالبريد الالكتروني من مايك جيلي مراسل (بوزفيد) التي مقرها تركيا أن أبرز قلقه هو إزاء “مستوى الدعم لداعش بين 1 مليون سوري مقيم في تركيا. وأنا لا أعرف كيف يمكن التخلص بنجاح من أنصار داعش من بين هؤلاء اللاجئين”.

ونتيجة لذلك، فان تركيا قد غذت عدوا تكافح أنقرة وحلفائها لاحتواءه او مواجهته بقوة.

وقال أحد المهربين للصحيفة وهو مقاتل سابق في الجيش السوري الحر المدعوم من الولايات المتحدة “داعش لديها الكثير من الجواسيس هنا في تركيا، وليس فقط جواسيس بل لديها قتلة. لديهم نقاط حيث يمكنهم عبور الحدود في أي وقت يريدون” واضاف “إن الأتراك خائفون من داعش، ولا يريدون خلق اي مشكلة لها”.

رابط المصدر:

Turkey ‘created a monster and doesn’t know how to deal with it