صحيفة واشنطن تايمز – روان سكاربورو 

الجنرال الامريكي الذي أشرف على تدريب القوات العراقية يقول إن الحملة المتسرعة لإستعادة الموصل من الدولة الإسلامية في ربيع هذا العام, محكوم عليها بالفشل.

قال الجنرال المتقاعد مايكل باربيرو إن الموصل مفخخة بالمتفجرات ويسيطر عليها الآلاف من المقاتلين الانتحاريين. إجلاء هؤلاء بحاجة لحملة برية وجوية منسقة مع معلومات إستخبارية دقيقة عن مواقع العدو. ببساطة هي مزيج قتالي, يفتقر العراقيون الى قدرة تنفيذه وفقا للجدول الزمني الذي أعلنته القيادة المركزية الأمريكية لمهاجمة الموصل في نيسان.

وقال السيد باربيرو لواشنطن تايمز “انهم قد يكونون على استعداد للهجوم ولكن أشك في أنهم سينجحون”, واضاف “إن شهرين هي مدة غير كافية لبدء العمليات الهجومية التي قد لا يكون لها أي تأثير على الموصل”. وكانت القيادة المركزية الامريكية وضعت الاسبوع الماضي جدولا موجزاً عن غزو لثاني أكبر مدينة في العراق. خطة طموحة جداً لدرجة أن المراقبين إستغربوا من تفاؤلها.

منذ ثمانية أشهر والدولة الإسلامية تحتمي في الموصل، التي كانت معادية للحكومة التي يديرها الشيعة في بغداد قبل الاستيلاء عليها من قبل التنظيم المتطرف.

قال السيد باربيرو “القتال في المناطق الحضرية هو الأكثر تعقيداً، والحرب هناك معقدة”. وأضاف “إنها متعددة الأبعاد”. هي نيران مباشرة ونيران غير مباشرة. نيران دقيقة. إذا كنت ترغب في الحصول على دعم السكان السنة، لا يمكنك الذهاب إلى هناك فقط وتنفذ العملية فيها. لذلك يجب أن تكون العملية العسكرية دقيقة جداً جداً بتوجيه القوة النارية ضد عدو لا يحترم تواجد السكان وسوف يستخدم القوة المفرطة بشكل عشوائي للتمسك بالأرض. القوات الأمنية العراقية غير جاهزة لهذا النوع من القتال”.

وفي الوقت نفسه، سعى كبير مستشاري الرئيس أوباما للإشراف على التحالف الذي يقاتل الدولة الإسلامية ليخبر الاربعاء عن تصور إيجابي بشأن “المكاسب الكبيرة” ضد الجماعة الإرهابية.

جنرال البحرية المتقاعد جون ألين لم يرد على سؤال محدد فيما إذا كانت إعداد القوات العراقية ستجهز لهجوم الموصل، لكنه أكد خلال شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أن الدولة الإسلامية “قابلة للهزيمة وقد هزمت من قبل القوات العراقية التي دافعت وإسترجعت المدن والبلدات والقرى”.

وقال الجنرال ألين للمشرعين, أن “الهالة” التي أحاطت بالدولة الإسلامية على إعتبار أنهم “لا يقهرون” بعد الإستيلاء السريع لمقاتليها على الموصل وأعلان خلافتهم الإسلامية في حزيران, “حطمتها” القوات العراقية التي زادت مكاسبها على الأرض.

مثل هذه الادعاءات تتعارض مع الشكوك التي في واشنطن، حيث يقول عدد متزايد من المشرعين والمحللين ان هجوم الموصل الوشيك سيكون اختبارا حاسما لإلتزام إدارة أوباما بسحق الحركة المتطرفة.

تتضمن الخطة: إنهاء تدريب (3,200) جندي عراقي، ثم إرسالهم إلى الميدان وإستبدالهم بخمسة ألوية عراقية. الوحدات الخمسه هذه سيتم تدريبها من قبل القوات الامريكية لتشكل نواة قوة غزو (25,000) التي ستشمل الشرطة والعمليات الخاصة واللوجيستيات – جميع العراقيين.

وسوف يقتصر عمل الجيش الامريكي على أدواره الحالية: الضربات الجوية, المراقبة الجوية, وجمع المعلومات الاستخباراتية. وسيتمركز الضباط الأمريكيون في مقرات الألوية ولن يشاركوا في عمليات قتالية.

في الأساس، ستدعم الولايات المتحدة نفس الجيش العراقي التي تراجع بشكل جماعي عندما اجتاح مقاتلو الدولة الإسلامية في الصيف الماضي قادمين من سوريا. استحوذ المقاتلون على غرب وشمال العراق بما في ذلك درة تاجها, الموصل المدينة المترامية الاطراف.

ومع عدم وجود القوات الأمريكية في الميدان، فإن المعلومات الاستخبارية الدقيقة عن إنشطة الإرهابيين ومواقعهم في الموصل ستكون مفقودة.

“لا أعتقد أننا نملك الوسائل الكافية على الأرض لإنشاء الإستخبارات التي ستحدد أين نتوجه في الموصل، ماذا نستهدف, وأين لا نتحرك”، وقال الجنرال المتقاعد ذو الثلاث نجوم ” أعتقد أن أول شيء نفعله هو تطوير شبكة الإستخبارات لنكون قادرين على ضرب الأهداف المناسبة في الظروف الموآتية”.

وقال السيد باربيرو إن الغالبية العظمى من غارات التحالف الجوية كانت ضد أهداف تكتيكية: سيارات الدولة الإسلامية، القوارب ومواقع المقاتلين. لإنزال الهزيمة بالتنظيم، يجب على الولايات المتحدة ملاحقة قيادتها عبر إستخبارات دقيقة.

وقال “في الموصل هناك (1.4- 1.8) مليون نسمة”,وأضاف “لقد كانت دائما مكانا معاديا. وداعش تسيطر منذ تسعة أشهر على الوضع هناك وتستعد للقتال”.

الجنرال السابق الذي يعمل الآن في مجال النفط والغاز، ويعرف التحديات القتالية في العراق عن كثب. قام بجولة في شمال العراق في كانون الاول وتحدث مع مقاتلي البشمركة الكردية.

أكمل ثلاث جولات قتالية في العراق، وكان آخرها في 2009-2011 باعتباره القائد الأميركي المسؤول عن تدريب وتجهيز القوات الأمنية العراقية قبل الإنسحاب الامريكي في كانون الاول عام 2011.

كانت وظيفته العسكرية الأخيرة مديراً لمنظمة البنتاغون في مكافحة الأجهزة المتفجرة، السلاح الأكثر فتكا في افغانستان والمستخدمة من قبل الدولة الإسلامية.

سوف يجد الغزاة طرق الموصل ومبانيها مفخخة. وقال باربيرو ان “البشمركة تقول لي أن معظم ضحاياها من العبوات الناسفة”, وأضاف “عندما يذهبون إلى منطقة ما، تواجههم أحزمة العبوات الناسفة. داعش متقنة جداً في استخدام العبوات الناسفة”.

عن مخطط الإجتياح، قال “سيتم استيعاب خمسة وعشرون ألف جندي في تلك البيئة بسرعة. لا أعتقد أن هذا العدد سيكفي. ولا أعتقد أن الوقت قد حان بما يكفي لإستعدادهم ,هذا ما أعرفه عن وضع القوات الأمنية العراقية”.

سعى الجنرال ألين للتحدث بلحن متفائل الاربعاء عن آفاق القوات العراقية. على الرغم من انه عالق في تقييم واسع للعمليات استعداداً لشهادته في الكابيتول هيل، فقد أشار إلى أن قوات البشمركة الكردية بالفعل قد “سيطرت على سد الموصل، معبر ربيعة وجبل سنجار، الزمار وتقاطع طريق كسك، الذي قطع طريق إمدادات داعش من سوريا إلى الموصل”.

قال الجنرال الذي خدم أيضا في العراق، على رأس القوات المتعددة الجنسيات في محافظة الأنبار في البلاد من 2006- 2008 قبل توليه منصب نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية خلال منتصف عام 2011 “قامت القوات الأمنية العراقية مع المتطوعين الشعبيين بتأمين الطرق المؤدية إلى بغداد، وتشهد العاصمة الآن أدنى مستويات لها من العنف, لم تعهده منذ سنوات”.

“لقد كسر تقدم داعش إلى حد كبير، وأُبعد عن العواصم الإقليمية بغداد وأربيل”, وأضاف الجنرال ألين “لقد فقدت أيضا نصف قياداتها وألآف المقاتلين، ولم تعد قادرة على التجمع، المناورة, أوالتواصل كقوة فعالة”.

رابط المصدر:

Mission to retake Mosul from Islamic State doomed, general says