بيتا بختياري – مكتب طهران – صحيفة غارديان البريطانية

قال تقرير إيراني داخلي ان طهران اكتسبت المصداقية بدعمها للعراق في قتال داعش على الرغم من حظر الامم المتحدة على صادرات الأسلحة الإيرانية مع التدقيق الغربي المتزايد على طهران كلما ضعفت داعش, فقد نشر مجلس تشخيص مصلحة النظام وهي هيئة حكومية يرأسها الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني عن تقرير نادر في التفكير الاستراتيجي الايراني بشأن العراق والتقرير من مركز المجلس للبحوث الاستراتيجية للكاتب حسن أحمديان وهو محلل في المجلس بعنوان “تنبيهات حول العراق وحسابات المستقبل”, غير ان التقرير لم يتم الإعلان عنه في نطاق واسع.

“الحالة الإيجابية ذات الأهمية الكبرى” التي أبرزها أحمديان هو ان قبول الغرب بمبيعات الأسلحة الإيرانية إلى العراق جاءت طالما كانت تساهم في الصراع بنطاق اوسع ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الرغم من الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على صادرات الاسلحة الايرانية, ولكن التقرير يحذر أيضا أن اي إضعاف لداعش سيؤدي بالنتيجة الى تساؤل الغرب مرة أخرى عن دور إيران.

وتم السكوت عن تعبير “قلق” من قبل الولايات المتحدة إزاء دور إيران ضد داعش, حيث كانت جنيفر بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية قد قالت في العام الماضي عن دور ايران انه “يثير مخاوف جدية”, وكان مجلس الأمن اصدر قرارا برقم (1747) في عام 2007 حظر فيه بيع أو تصدير إيران للأسلحة الثقيلة.

المسؤولون الايرانيون لم يؤكدوا مدى حجم صادرات الاسلحة لكن مهدي الطيب رئيس قاعدة عمار وهي هيئة أنشئت للرد على مزاعم “الحرب الناعمة” من قبل الولايات المتحدة ضد ايران في أعقاب الاضطرابات بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009, ذكر في كانون الثاني رقما قدره 16 مليار دولار. وقال الطيب وهو يتحدث في مسجد الإمام الجواد في طهران في 19 كانون الثاني ان هذا المبلغ قدم منذ “الهجمات الأولى لداعش” وربما اشار إلى هجوم التنظيم في حزيران الماضي عندما استولت على مساحات شاسعة من العراق بما فيها مدينة الموصل بشمال العراق.

وهذا يؤكد زيادة كبيرة في تدفق الأسلحة الإيرانية منذ ان حصلت رويترز في شباط من العام الماضي دليلا على تجهيز ما يعادل (195) مليون دولار من صادرات الاسلحة الايرانية بما في ذلك قذائف الهاون وقطع غيار دبابات والمدفعية ونظارات للرؤية الليلية ومعدات الاتصالات اللاسلكية.

وتعكس نشرة مجلس تشخيص مصلحة النظام شعورا متزايد في إيران أن دورها في العراق ينظر إليه بإيجابية أكثر, وتنقل ايضاً عن موقف ارتياح غربي من صادرات الأسلحة, كما وإنها تلقى قبولا متزايدا على المستوى الإقليمي والعالمي من دور قوة القدس الذراع الخارجي لـ(فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني), ويشير التقرير إلى ان لوسائل الإعلام الغربية ميلا أقل لتعريف أنشطة قوة القدس كنشاطات “إرهابية” في الوقت الذي طلب فيه العديد من المسؤولين الغربيين اجراء لقاء مع قائدها العام قاسم سليماني.

ويشير التقرير أيضا الى تقييم أكثر إيجابية لإيران من قبل القوى الأجنبية عندما فاوضت في الصيف الماضي على انتقال رئاسة الوزراء من نوري المالكي الى حيدر العبادي، ومن دورها “غير المسبوق” في ايجاد حل مؤقت للمشاكل بين كردستان العراق والحكومة المركزية في العراق.

النشرة تسلط الضوء أيضا على التطورات الأخيرة في العراق وتقول انها تهدد المصالح الإيرانية, واحدى “التحديات الخطيرة” هي تحسن العلاقات العراقية مع الدول الإقليمية الأخرى بما في ذلك المملكة العربية السعودية وتركيا وتؤكد النشرة أنه في حين ان العراق كان المصدر الرئيسي لتقديم المساعدة لنفسه ضد داعش فان تركيا والمملكة العربية السعودية تحاولان الاستفادة الآن من الاحتياجات الأمنية في العراق.

ويتناول التقرير أيضا طلب – على ما يبدو جعل العراق يتحفظ عليها – لإجراء مناقشات بشأن ترتيبات الحدود, فلقد كان هذا الموضوع حساسا منذ اتفاق الجزائر عام 1975 الأمر الذي جعل العراق يتنازل في الاتفاق عن الحدود الجنوبية باعتبارها القناة الأعمق من ممر شط العرب المائي (المعروف للإيرانيين أرفند رود). صدام حسين إلغى الاتفاق عام 1980 وشن حرب لثماني سنوات ضد إيران لكن تمت العودة للاتفاق كجزء من وقف إطلاق النار في عام 1988.

وتحدد النشرة تحديا آخر في خطوات العراق نحو تأسيس الحرس الوطني السني في استعادة السنة لبعض النفوذ في المشهد السياسي الذي يهيمن عليه الشيعة، ويشير إلى دعم الولايات المتحدة في تشكيل الحرس وتدريب القبائل العربية السنية بمساعدة من الأردن, ويذكر التقرير ان مثل هذه الخطة يمكن أن تضعف سيطرة الحكومة المركزية العراقية على المحافظات ذات الأغلبية السنية.

التقرير يرى أن داعش الآن في موقف دفاعي والمخاوف بشأن خطرها اخذت تتناقص اما التساؤلات حول دور إيران في العراق فانها ستأتي مرة أخرى إلى الواجهة ولذلك يحذر قادة إيران أن يكونوا مستعدين للـ”الضغط” الذي لا مفر منه.

النشرة تذكر ان لجنة العقوبات في مجلس الامن الدولي تحدد ثلاث حالات لانتهاكات العقوبات على صادرات السلاح من طهران، واحدة منها – دون الإبلاغ عنها مسبقا، كما تقول – هو وجود سليماني في العراق.

ومن هنا جاء التقرير ليكون داخل دوائر القيادة الإيرانية بعد ادعاء سليماني الاسبوع الماضي ان داعش وغيرها من “التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا … تقترب من نهايتها”.

رابط المصدر:

Iran arms exports to Iraq tolerated in fight against Isis says report