إوين ماكاسكيل (مراسل الشؤون الدفاعية) –صحفية غارديان البريطانية

التقرير اللاذع للجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني يقول انه يجب على الحكومة ان تجهز الجيش العراقي بالمعدات والتدريب وترسل الطائرات بدون طيار الى المنطقة!

بريطانيا بحاجة إلى تبني دور أكبر في الحرب ضد الدولة الإسلامية في العراق، وفقا لتقرير لاذع نُشر يوم الخميس من قبل لجنة الدفاع في مجلس العموم الذي يصف مساهمة المملكة المتحدة حتى الآن بأنها “متواضعة بشكل ملفت للنظر”.

وفي تعقيب على ترهيب داعش للجمهور بقتله الوحشي للطيار الأردني معاذ آل الكساسبة فقد ابدى نواب عن استياءهم من التدخل البريطاني المحدود والذي يتناقض سلبا مع مواقف حلفاء كالولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وأستراليا, رئيس اللجنة روري ستيوارت وهو محافظ مستقل قال ان بريطانيا تفعل القليل جدا “يجب علينا أن نعترف بوضوح بالإخفاقات السابقة في العراق وعلينا إصلاح نهجنا وهذا لا يعني ان نجنح لعدم القيام بأي شيء “.

في ما هو تقرير لاذع على غير العادة من قبل لجنة الدفاع فان النواب اتهموا مسؤولين بريطانيين ووزراء وضباط بـ”الفشل في وضع استراتيجية عسكرية واضحة في العراق أو تعريف واضح لدور المملكة المتحدة في عمليات”. وبالنظر إلى أن داعش يعتبر من قبل النواب التهديد الأكثر دراماتيكية والاكثراهمية لتحقيق الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي التي تنبثق من منطقة الشرق الأوسط منذ عقود, فان النواب يقولون “نحن مندهشون وبقلق بالغ أن المملكة المتحدة لا تفعل أكثر من ذلك”.

وسلط النواب الضوء على المخاطر المباشرة الذي تشكله عودة البريطانيين من العراق وسوريا إلى المملكة المتحدة حيث التحق بما يقدر نحو 600 مواطن بريطاني إلى سوريا والعراق وهناك حوالي 30 إلى 40 لقوا مصرعهم ونصفهم لا يزال هناك في حين عاد الباقي.

النواب لا يقترحون أن تنشر بريطانيا أعداد كبيرة من القوات المقاتلة في العراق نظرا للرغبة القليلة لدى السكان هناك, لكنهم يحثون الحكومة الى اعتماد نهج أكثر قوة مع توفير قوات خاصة وطائرات بدون طيار وكذلك المساعدة في التدريب ومساعدة كبار الضابط والاموال والمعدات لدعم الجيش العراقي.

معارضة التدخل العسكري الخارجي زادت في بريطانيا منذ الغزو المثير للجدل في العراق عام 2003 حيث بلغت ذروتها في ثورة مفاجئة لمجلس العموم بالتصويت ضد التورط في الصراع السوري في عام 2013.

ومع ذلك فإن العزيمة الشعبية والسياسية لتجنب تعقيدات الشرق الأوسط يتم اختبارها بلقطات من شريط فيديو بقطع رؤوس صحفيين وعمال إغاثة من قبل داعش، والفظائع ضد العراقيين والسوريين.

ويبقى القادة البريطانيون الكبار مترددون بالانخراط في التصعيد العسكري دون أهداف واضحة وهي مشكلة كبيرة خلال فترة تواجدهم في العراق وأفغانستان.

اللهجة القوية من التقرير قد يعكس الانجذاب الذي شعر به ستيوارت تجاه العراق والذي ساعد في إدارة جنوب البلاد بعد الغزو.

يقول التقرير “وتم الأُدراك أخيرا عن كابوس إقامة دولة الجهاديين في سوريا والعراق “داعش يتحكم بأراضي تعادل حجم المملكة المتحدة وساهم في تشريد الملايين وزعزعة استقرار وتهديد الدول المجاورة وتوفير ملاذ آمن لما يقدر بـ(20,000) مقاتل أجنبي والكثير منهم مخصصين لشن حملة إرهابية دولية” وقال ستيوارت مضيفا أنه على الرغم من كل ذلك فقد كان دور المملكة المتحدة متواضعا.

وأضاف: “لقد صُدمت اللجنة من عدم قدرة أو عدم رغبة أي من رؤساء الاجهزة لتقديم بيان واضح وتوضيح أهداف المملكة المتحدة أو الخطة الاستراتيجية في العراق, كان هناك عدم وضوح حول من يملك السياسة – ان كانت هناك سياسة موجودة “.

أجرت المملكة المتحدة حتى الآن 6٪ فقط من الضربات الجوية ضد داعش مع ان هذه اللجنة زارت العراق في كانون الاول ووجدت في ذلك الوقت أن هناك ثلاثة أفراد عسكريين فقط خارج المناطق الكردية في العراق مقارنة مع 400 من الاستراليين، 280 من الإيطاليين و 300 من الإسبان.

وقدمت بريطانيا 40 رشاش ثقيل للحكومة الاقليمية الكردية في حين قدمت ألمانيا قائمة طويلة من الأسلحة التي تضم بنادق هجومية مع 16,000 طلقة من الذخيرة نوع 6M، و30 قاذفة صواريخ ميلان موجهة مضادة للدبابات مع 500 قذيفة مضادة للدبابات، و200 (آر بي جي) المانية و3 (آر بي جي) المانية من نوع كبير مضادة للدبابات مع 2,500 طلقة.

وزير الدفاع مايكل فالون أعلن مؤخرا أن المملكة المتحدة تدرس ارسال المزيد من 100 الى 200 من القوات الى العراق، واغلبهم مدربون مع بعض القوات المقاتلة لحمايتهم.

اللجنة قدمت حوالي عشر مقترحات محددة، بدءا من لقاء على طلب من الحكومة العراقية لإرسال مدربين للتعامل مع العبوات الناسفة البدائية الى توفير الاركان العسكريين للمساعدة في التخطيط.

المملكة المتحدة لديها قوات خاصة تعمل في كردستان العراق بالوقت الحاضر ولكن تود اللجنة أن تراهم يستخدمون في دور أوسع مماثل لاستراتيجية مكافحة الإرهاب التي تستخدمها الولايات المتحدة في أفغانستان.

“نحن نفترض أن بعض هذا هو بالفعل جاري  في العملية, ومثل هذه الاستراتيجية من المفترض ان تعتمد على عمليات القوات الخاصة وأنظمة الطيار الآلي لقتل أو القبض على أهداف ذات قيمة عالية، وسوف تهدف إلى تعطيل قدرات التنظيم وتخطيطاتها في توجيه ضربات إرهابية, مزايا هذا النهج هو أنه سوف يضعف قيادة داعش دون الالتزام المفرط بالقوات أو الموارد الخارجية”.

ان الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار تقوي احتجاج الجماعات التي تشكك في شرعيتها كأسلحة, فقد حذر كوري كريدر وهو المدير القانوني لـ(منظمة ريبريف الخيرية) من استخدام الطائرات بدون طيار للقتل “إن المملكة المتحدة يجب أن تفكر مرتين قبل أن تورط نفسها في (وحل) مغامرة أمريكية سيئة أخرى بالشرق الأوسط خاصة وان المسؤولين الأمريكين يعيدون نفس الأخطاء الاخيرة في “الحرب على الإرهاب”.

وقال كريس كول وهو من (مجموعة حملة الحرب بالطائرة من غير طيار) في المملكة المتحدة “بما أنه لا توجد إرادة سياسية لارسال قوات الى العراق وخصوصا منذ القتل الهمجي للطيار الأردني معاذ الكساسبة، فان اللجوء الى استخدام الطائرات بدون طيار لتنفيذ المزيد والمزيد من الضربات الجوية سيزداد” واضاف “ومن دون معرفة استخباراتية مفصلة من الأرض فانه وببساطة ليس ممكنا أن نعرف بالضبط ماذا أو من تم استهدافه، وبدأنا بالفعل نرى تقارير منتظمة عن سقوط ضحايا من المدنيين من الغارات الجوية لقوات التحالف.”

المجموعة التي حصلت (بموجب حرية طلب المعلومات) عن تفاصيل من طائرات بدون طيار تستخدمها بريطانيا في العراق وسوريا – من تشرين الاول إلى كانون الاول, فانه خلال هذه الفترة وجهت المملكة المتحدة 100 مهمة مسلحة، وإطلقت 38 صاروخ هيلفاير.

رابط المصدر:

Britain must play a greater role in fighting Islamic State in Iraq, say MPs