كتاب الكاربون

يُعد وجود غاز ثاني اوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي عنصراً مهماً في استمرار الحياة على الكرة الارضية كمصدر للكاربون، وهو بالمقابل أحد الغازات الدفيئة الهامة، ان عملية التمثيل الضوئي تُعد اساساً لتنظيم تركيز هذا الغاز في عصر ما قبل الثورة الصناعية إلا أن زيادة عملية احتراق الوقود الكاربوني فيما بعد ادت الى حدوث زيادة مضطردة في تراكيز ذلك الغاز وبالتالي بروز مشكلة عالمية تمثلت بالاحتباس الحراري.
يُعد التخطيط الإستراتيجي والخطط بعيدة المدى سمة من سمات الأمم المتحضرة، إذ ان السياسات قصيرة الامد لا تتيح سوى المعالجات الموضعية والتعاطي مع بعض الحالات الطارئة التي تُعد بمثابة اطفاء الحرائق او تسكين الالام مما لا يوفر فرص حقيقية للتعاطي مع مشاكل فعلية ومعقدة ومن ثم التصدي لها. وانطلاقاً من هذا المضمون تُعد قضية تقليل و/او الحد من انبعاثات اكاسيد الكاربون من المشاكل البيئية الهامة التي تكاد تكون محط اهتمام دول العالم المتقدمة والنامية على حداً سواء وصولاً إلى بيئة عالمية مستدامة خالية من الكاربون بحلول عام 2100 الذي يمثل الرسالة والهدف الجوهري للتقرير الحالي.
  إن ايجاد حلول ناجعة لتلك المشكلة على المستوى العالمي دفع بالعديد من المنظمات العالمية التي تُعنى بالتغير المناخي إلى وضع وسَنْ حزم من السياسات والاتفاقيات الملزمة لدول العالم المختلفة. ومن بين تلك الاتفاقيات “برتوكول كيوتو” المتعلق بكيفية إدارة إنتاج الكاربون اضافة الى “الاتفاق الدولي حول المناخ” الذي تم التوصل اليه في باريس عام 2015، المتضمن التزام جميع دول العالم بتقليص الانبعاثات من الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري وبما يحقق انخفاض في درجات الحرارة المرتفعة فوق سطح الارض بمقدار درجتين مئويتين.
أما على الصعيد الدولي فان تخفيض الكاربون يتطلب العديد من الاجراءات التي يجب ان تتخذ من قبل الدولة المعنية بما يتفق وامكاناتها المادية ومواردها البشرية وما يتوفر بها من قدرات بيئية وفي مقدمة تلك الاجراءات خلق مزيج من الاصلاحات الرخيصة والسريعة واجراءات اكثر كلفة على المدى البعيد لتعزيز وتطوير الامكانيات التكنولوجية بما ينسجم والهدف المنشود المتمثل بازالة الكاربون. يضاف الى ذلك التوجه نحو اعتماد طرق صديقة للبيئة من خلال التغيير الجذري لاشكال الطاقة كافة ومنها استبدال الوقود الاحفوري المنتج للطاقة بنوع اخر متجدد ومستغل من الطبيعة يتوزع بين طاقة الرياح والشمس مع نشر الوعي البيئي بين افراد المجتمع والتعريف باهمية تشجيع وتعزيز الغطاء النباتي كالغابات لقدرته الكبيرة في تثبيط تلك الظاهرة والحد منها اضافة الى مجموعة اخرى من تلك الاجراءات الهامة.
 إن الدارسة الحالية تقدم توصيف كامل حول المشكلة المشار اليها اعلاه والسياسات والاستراتيجيات والاجراءات الانية والمستقبلية التي يمكن ان تتخذ على مستوى الدول والمنظمات ذات العلاقة وكذلك الافراد للحد منها كونها مشكلة بيئية عالمية تتاثر بها العديد من بلدان العالم التي لا تساهم فيها او نسبة مساهمتها تكاد لا تذكر مقارنة بدول العالم المتقدمة مثل الولايات المتحدة الامريكية والصين واللتان لهما مجتمعتين الحصة الاكبر فيها بما يعادل 40 % من اجمالي الانبعاثات الغازية.

بإمكانكم الحصول على نسخة مطبوعة من الكتاب من خلال دور النشر المبينة في العناوين ادناه:

  • دار البيان – الأعظمية – قرب ساحة عنتر

  • مكتبة عدنان – بغداد – شارع المتنبي

  • مكتبة سطور – بغداد – شارع المتنبي

  • مكتبة خالد – بغداد – حي الجامعة – شارع الربيع

  • مكتبة التفسير – اربيل

  • المكتبة العلمية – البصرة – العشار – شارع الكويت – فرع المطابع